واهجر الخمرة إن كنت فتى
كيف يسعى في جنون من عقَل
واتقّ الله فتقوى الله ما
جاورت قلب امريء إلا وصَل
ليس من يقطع طَرفا بطلا
إنّما من يتقي الله البطل .
..
ابن الوردي ..
في مدينة الدمام .. تلك المدينة الهادئة إلا الهدوء لا يدوم طويلا في
بعض البيوت .. وفي المحكمة العامة الساعة : 30 : 09 صباحاً ..
كل من الزوج و الزوجة وجهاً لوجه ممتثل أمام القضاء .. أذنت المحكمة للمدعية
" الزوجة " بسماع الدعوى و ادعت قائلة (إن المدعى عليه قد تزوجني، ودخل بي عام 1426 هـ، وأنجبت منه ابنتين:
(...) المولودة في 24 / 2/ 1427 هـ، و (...) المولودة في 12/ 6 / 1433 هـ، والمدعى
عليه بعد الزواج قام بتعاطي الحشيش وشرب الخمر، وعلمت أنه كان يتعاطى ذلك قبل
الزواج، وحاولت معه لكي يترك هذا الطريق، ولكن دون فائدة، علماً بأنه دخل مستشفى
الأمل، ولكن دون جدوى، وقبل شهرين شرب المسكر، فخرجت على إثرها إلى أهلي، ولم أعد
إليه، وأطلب طلاقي منه، هذه دعواي. )
و بعرض الدعوى
على المدعى عليه و طلب الجواب منه قال (ما ذكرته المدعية من الزواج والدخول بالتاريخ المذكور، وكذلك إنجاب
البنتين فهذا كله صحيح، وأما ما ذكرته المدعية من تعاطي الحشيش فقد كنت أتعاطاه
قبل الزواج، ولم أقم بذلك بعد الزواج. وأما المسكر فقد كنت أشربه بعد الزواج،
ودخلت إلى مستشفى الأمل لعلاج الإدمان، وبعدما خرجت لم أشرب المسكر إلا مرتين
وكانت الأخيرة قبل شهرين، وقد خرجت زوجتي بعدها من البيت، ولست مستعداً بطلاقها،
هكذا أجاب. )
ثم وجهت المحكمة
سؤالا للمدعية (هل كانت تعلم أن المدعى عليه
يتعاطى الحشيش قبل الزواج؟ فأجابت قائلة: لا، لم أكن أعلم عن ذلك، )
ثم حكمت المحكمة ( فبناءً على ما تقدم من الدعوى والإجابة، ولإقرار المدعى عليه بتعاطي
الحشيش قبل الزواج، وتعاطي المسكر بعد الزواج، ودخوله مستشفى الأمل لعلاج الإدمان،
وأنه شرب المسكر بعد خروجه من المستشفى؛ مما يدل على إصراره، وعدم توبته، وهذا سبب
قوي لفسخ النكاح، فإذا كان النكاح يفسخ شرعاً بعيوب خلقية في الزوج فمن باب أولى
أن يفسخ بما هو أعظم من ذلك، كتعاطي المخدرات والمسكرات لما يترتب عليها من أضرار،
وقد جاءت هذه الشريعة بإزالة الضرر؛ لذا فقد حکمت بفسخ نكاح المدعية (...) من
(...)، وأفهمت المدعية بأن عليها العدة الشرعية تبدأ من تاريخ الفسخ الموافق 16/
8/ 1434 هـ، وألا تتزوج إلا بعد انتهاء العدة الشرعية، وهي حيضة واحدة للمفسوخة؛
لما ثبت في السنن من حديث الربيع بنت معوذ أن ثابت بن قیس ضرب زوجته جميلة فخالع
بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرها أن تتربص حيضة واحدة، وذكر الإمام ابن
تيمية في الفتاوى الكبرى: ج 5 ص 511 أن عدة المفسوخ نکاحها، وألا تتزوج إلا بعد
اكتساب الحكم القطعية. )
للاطلاع على صك الحكم
اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق